العبادات حصن العافية
د. محمد بشير جابر
يتمحور موضوع الكتاب حول دراسة أثر العبادات في الشريعة الإسلامية في الحفاظ على استقرار واستمرارية العافية، التي هي الأصل، وما يكون غيرها من اضطرابات فهي حادثة، ولما كان لهذا الموضوع من أهمية كبيرة، كانت الفكرة في البداية البحث وسبر أبواب الحفاظ على العافية من خلال الأوامر والنواهي الإلهية، ولكن لكبر الموضوع تم اقتصاره على العبادات.
العافية من أكبر النعم التي منحنا الله إياها بعد الإيمان واليقين، كما ذكر لنا ذلك رسول الله صلي الله عليه وسلم، ويخطئ من يظن أن العافية هي الصحة الجسدية أو النفسية فقط؛ بل هي على أبواب عديدة منها: (الاقتصادية، والاجتماعية، والفكرية…)، ومن يراقب السنة النبوية الشريفة يجد أن الأحاديث التي تطرقت إلى العافية أكثر بكثير من تلك التي تكلمت عن الصحة الجسدية.
لا شك أن كل أبواب العافية مترابطة ببعضها البعض، وتؤثر فيما بينها، وعندما تجد أعدادًا هائلة من المرضى في العيادات أو المشافي لاعتقاد أن الدواء هو السبيل، عندما ترى الاضطرابات النفسية وتأثرها على الأفراد والمجتمعات من خلال التقارير الصادرة، وعندما ترى الخلل الفكري الحاصل في هذا الزمن وما أفرز من أفكار وحركات تنافي الفطرة البشرية، وعندما ترى توجه الغرب نحو الروحانية وكفر الكثير منهم بالمادية، وعندما ترى الانحطاط الأخلاقي الذي أصبح ثقافة يتغنى بها أصحابها؛ وعندما تضخ الماكينة الإعلامية السموم الفكرية الخاصة بالعقيدة، وجب علينا بذل كل الجهود في طرق أبواب هذا الموضوع، والغوص في أسرار حقائقه، ومحاولة التفتيش عن حبال العلاقة التي ترتبط بين أثر الدين، والعبادة بمفهوم العافية، وتسخيرها بأسلوب دعوي لاستكمال هذا الطريق، ولو بغير الأسلوب التقليدي.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.