تأليف: محمد جمال طحان
هي مذكّرات معتقل يقول في مقدمتها كاتبها:
“ربما يتساءل من يقرأ هذه السطور، عن جدوى الكتابة عمّا عانيته في الاعتقال، فقد كتب كثيرون عن مآسي السجون، وبرع الأدباء في وصفها وفي تفصيل مايجري فيها من تعذيب يفوق الخيال، وحلّل بعضهم نفسيّات السجّانين والسجناء.
كثيرة هي الروايات التي كُتبت، لكنّها ليست روايتي. ليست ماعانيته أنا. ليست كابوسي. ليست وحدتي القاتلة التي رمتني كخرقة بالية في زاوية منسيّة من عالم يمور.
إنني أكتب لأنسى. لأقتصّ لنفسي من أولئك الذين تفنّنوا في تعذيبنا، وفي اشتقاق شتائم لم نكن نحسب أن اللغة تستوعبها. أكتب كي لا أنفجر من القهر، وكي يتبيّن لطالبي الحرية الأثمان التي تُدفع في سبيل نيلها، وكي تكون لديهم تجربة نظرية ينتفعون بها حين تواريهم الأيدي الآثمة في غيابة الجبّ.”
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.