الفقدان الغامض

تأليف: بولين بوس

تُرجم بإشراف د. مطاع بركات

الفقدان الغامض هو حالة من عدم اليقين بشأن مصير شخص أساسي في حياتك. قد يكون سبب هذا تعرّضُه للاعتقال، أو الاختطاف، أو مرض عصبي أو عقلي يصيبه ويبقي أمامك جسده حياً دون روحه وشخصيته التي تعرفها، إنه فقدان غير منجز، فقدان لا تستطيع أن تسلم به ليسير الألم بمجراه (الطبيعي)، ولا أن تنفيه. قد تمتد الحالة أسابيع أو سنوات طويلة، وتترافق مع لوعة مجمدة فلا هي تصغر لتعتادها مع الزمن ولا يمكنك التصالح معها. وإذا كانت فترة الحداد في حالة فقدانك شخصاً عزيزاً قد تم تحديدها اجتماعياً، من خلال الطقوس التي يتم إجراؤها ويشاركك فيها المجتمع، فإنك في الفقدان الغامض تبقى محروماً من نعمة الحداد، ومن ترف الطقوس. للأسف تقع أسر كاملة في دوامة سياسية واجتماعية ودينية واقتصادية يصعب إنهاؤها .. تبقى لوعة الفقدان الغامض أحياناً مرافقة لك طول العمر.
هذا الكتاب مخصص للأفراد والأسر التي تقع في هذه اللوعة.. كيف يمكن متابعة ا لحياة في ظل الفقدان الغامض؟ كيف يمكن أن تتعامل مع هذا التناقض بين (قد يكون حياً) وبين (قد يكون ميتاً) .. تتعايش مع اللا يقين في شأن من قد يكون أعز الناس عليك؟ باولين بوس، المعالجة الأسرية والباحثة الأمريكية الأكاديمية الماهرة والأستاذة في جامعة هارفارد العريقة تقول لنا في هذا الكتاب أن الفقدان الغامض ليس مرضاً نفسياً يصيبك، بل هو وضع غير طبيعي تعيشه … الخلل ليس (طبياً) أو (نفسياً) بل هو خلل في وضع لا سيطرة لك عليه ويؤثر في جسدك، وروحك وحياة أسرتك وعملك. التعامل معه يحتاج أولاً تسمية واستيعاباً لآثار هذا الفقدان في حياتك .. والقدرة على متابعة الحياة دون حل التناقض. إنه جرح يأبى الاندمال، والخاتمة (سعيدة أو حزينة) هي مجرد وهم.